Wednesday, December 19, 2018

نافذة على الاحداث (5) : العلاقات الأمريكية الإرترية : مركز دراسات القرن الافريقي

لعلاقات الأمريكية الإرترية المقدمة: موضوع هذه النافذة كان في الأصل مادة لورشة داخلية أقامتها إدارة المناشط بمركز دراسات القرن الإفريقي في 21/7/ 2007 م وتم نشر ملخص مداولاتها في مواقع الإنترنيت ، وفي ظل التصعيد والتوتر الحالي في العلاقات رأينا أنه من المفيد توسيع المادة ونشرها كاملة ، ونحن في هذه النافذة ركزنا علي رصد وجمع المعلومات من مصادرها الأصلية والثانوية مع إيراد خلاصات ومؤشرات لإتجاهات ومسارات العلاقات ، تاركين مجالا واسعا للتحليل والمناقشة لكل تفاصيل مادة النشرة للقراء والكتاب والصحفيين . اولاً: الموقف الأمريكي في فترة تقرير المصيروالإستعمار الاثيوبي : 1- الموقف الامريكى فى فترة تقرير المصير : ظل الموقف الإمريكي سلبيا تجاه القضية الارترية منذ فترة تقرير المصير وماتبعها من حقب تأريخية ، حيث تقدمت الولايات المتحدة في سبتمبر 1949م الي مجلس الامن بمشروع قرار أمريكي ظالم مستقلة ثقلها السياسي والعسكري، يهدف الي ضم إرتريا الي إثيوبيا ماعدا المديريات الغربية التي رأت ضمها الي السودان ، وبعد أن فشلت في تحقيق ذلك الهدف تقدمت بمشروع قرار أخر في 2/12/1950م عرف بإسم القرار الفيدرالي ، والذي نجحت في إقراره حيث تم التصويت لصالحه بأغلبية وبذلك أصبحت إرتريا وحدة متمتعة بحكم ذاتي في إطار اتحاد مع إثيوبيا تحت سيادة التاج الإثيوبي ، وكان هذا المشروع الإمريكي حاسما للقضية الارترية في الساحة الدولية حيث أن الولايات المتحدة كانت ترفض بعد ذلك أي نقاش للقضية الارترية وكانت تعتبر ذلك شأنا اثيوبيا داخليا ، وقد عبر عن دوافع الموقف الأمريكي في تلك الفترة وزير خارجيتها حين ذاك بون فوستر دالاس بقوله " إن أهم مادفعهم الي تأييد المطالب الإثيوبية هو إنحيازهم الي مصالحهم الإسترتيجية التي تستدعي ربط إرتريا بإثيوبيا " وهكذا سعت الولايات المتحدة بإجاد موطئ قدم لها في إرتريا وذلك من خلال إفتتاح قنصلية لها في أسمرا لأول مرة في عام 1942م من أجل رعاية مصالحها التي من أجلها قدمت مشروع القرار . 2- العلاقات الارترية الإمريكية في عهد الإستعمار الإثيوبي :- أ/ عهد الإمبراطور هيلي سلاسي :- بفضل الدعم الأمريكي المطلق لإثيوبيا إستطاع الإمبراطور هيلي سلاسي أن يضم إرتريا الي أملاك امبرطوريته وذلك دون إدانة او إعتراض من المجتمع الدولي، وذلك عبر قرار تم إستصداره من البرلمان الإثيوبي والارتري الصوري الذي منع مجرد المناقشة وابداء الرأي في عام 1962م وبدون وجه حق واعتبرت إرتريا بعد ذلك محافطة من المحافظات الأثيوبية ، وبالرغم من خطورة ذلك القرار الجائر الا إن أمريكا التي كانت متبنية للمشروع الفيدرالي لم يكن لها أي رد فعل في ذلك، وهذا مايؤكد التأمر الامريكي ضد إرتريا في تلك الفترة ، وقد يرجع ذلك الي التعهدات التي قدمها الإمبراطور هيلي سلاسي الي الرئيس الإمريكي روزفلت في تلك الفترة عندما التقي به في قناة السويس وهو في طريق عودته الي بلاده حيث وافق له بإنشاء قاعدة أمريكية في إسمرا وكان ذلك في عام 1945م ، كما سمح هيلي سلاسي للولايات المتحدة وحلفائها بالسيطرة علي المياه الإقليمية الارترية والممرات البحرية بين الشرق والغرب، وبناء علي ذلك شهدت إرتريا وجودا عسكريا أمريكيا مبكرا منذ 1953م ، حيث دخل إرتريا حوالي (4000) من الخبراء العسكريين الأمريكيين للعمل في القاعدة الإستخبارية (كانيوستشن ) والتي أعتبرت أكبر قاعدة أمريكية في خارج بلادها في تلك الفترة، والتي قدمت خدمات كبيرة للنظام الإستخبارات الأمريكي في العالم، حيث ساعدت هذه القاعدة امريكا في متابعة التحركات في المحيط الهندي ومنطقة الشرق الأوسط التي كان يهمين علي جزء منها الإتحاد السيوفيتي ، ولم تكن قاعدة كانيواستشن مقرا إستخباريا لمتابعة العالم الخارجي فحسب بل كانت قاعدة لتعبئة المجتمع الارتري بقبول التعايش في ظل أثيوبيا الموحدة وذلك عبر البث التلفزيوني الأرضي الذي كان يتم من تلك القاعدة لسكان أسمرا والذي بدأ منذ ديسمبر 1955م وكان يستمر البث اليومي مابين (10-14ساعة ) في اليوم هذا بالاضافة الي إذاعة الكانيواستشن التي بدأت بعد عام من بداية البث التليفزيون واستمر عمل التعبئة عبرها حتي إغلاق القاعدة في عام 1973م ، وقد شهدت تلك الفترة توقيع عددا من اتفاقيات التعاون العسكري مع أثوبيا حيث قدمت أمريكا دعما سخيا لإثيوبيا تمثل في تقديم السلاح والمعونات المالية والإقتصادية والتدريب وقد وصل مجموع الدعم الإمريكي المقدم لإثيوبيا في تلك الفترة (380) مليون دولار ويساوي هذا المبلغ نصف ماقدمته امريكا لكل دول القارة الإفريقية أنذاك. ب/ عهد منجستو هيلي ماريام : واصلت الإدارة الأمريكية دعمها للإمبراطور هيلي سلاسي الي حين سقوطه في عام 1974م ، وحينها جاء منجستو هيلي ماريام الي الحكم وهبت معه رياح المبادئ الإشتراكية الي أن هيمنت تدريجيا علي نظام الحكم في إثيوبيا ولهذا اضطرت الولايات المتحدة الامريكية في عام 1974م لتخفيض وجودها العسكري في إرتريا ، وفي إبريل 1977م أعلن منجستوا هيلي ماريام عدم التزامه بالمعاهدات العسكرية الثنائية الموقعة مع أمريكا وامر بتقليص أخر للوجود العسكري الأمريكي في إرتريا ولهذا قررت أمريكا إغلاق قاعدتها (كانيواستشن) وفي 30سبتمبر 1977م ،تدهورت العلاقات بين أمريكا واثيوبيا و بذلك الحقت أمريكا وجودها الدبلوماسي بالعسكري حيث قامت بإغلاق قنصليتها بشكل رسمي في أسمرا وتخفيض وجودها العسكري بشكل رسمي

No comments:

Post a Comment